
في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة ، المصادف للثامن من مارس من كل عام، نظم الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات مكتب الطارف ، يوم الخميس الموافق للسادس من مارس 2025، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية جلسة أدبية نسوية مميزة . هذا الحدث الثقافي الذي جمع بين الأدب والفكر والتمكين النسوي، جاء لتكريم دور المرأة الجزائرية في بناء المجتمع وتعزيز مكانتها في مختلف المجالات. استُهلت الجلسة بآيات بينات من الذكر الحكيم ، تلاها بصوت عذب السيدة حوة بوجدرة ، مما أضفى على الفضاء جوًا من الروحانية والخشوع . بعد ذلك ، استمع الحضور إلى النشيد الوطني الجزائري ، الذي عزز الشعور بالانتماء الوطني والفخر بتاريخ النضال النسوي الجزائري ، الذي كان ولا يزال جزءًا لا يتجزأ من نضال الشعب الجزائري من أجل الحرية والكرامة . تلا ذلك كلمة السيد عز الدين عبد القادر ، مدير الثقافة والفنون لولاية الطارف ، الذي أشاد بدور المرأة الجزائرية في الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية ، مؤكدًا على أهمية دعم المبادرات التي تعزز تمكين المرأة في المجالات الثقافية والتعليمية . كما أشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ليس مجرد مناسبة رمزية ، بل فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات والتحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع. من جهتها ، ألقت السيدة حدى سوفي ، الأمينة الولائية للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، كلمة مؤثرة وجهتها إلى كل النساء الجزائريات، خاصة المناضلات منهن ، متمنية لهن عيدًا سعيدًا مليئًا بالإنجازات والتفاؤل . كما نقلت للحضور كلمة الأمينة الوطنية للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، التي أكدت على ضرورة مواصلة النضال من أجل تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين في جميع المجالات . كما ألقى ممثل والي ولاية الطارف السيد عبد العزيز خلاف ، مدير التقنين والشؤون العامة ، كلمة أشاد فيها بالجهود التي تبذلها المرأة الجزائرية في مختلف الميادين ، مؤكدًا على دعم الدولة لسياسات تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة. تضمنت الجلسة مداخلات ثقافية وفكرية أثرت النقاش حول دور المرأة في المجتمع. حيث قدمت الدكتورة سهام سلطاني، الأستاذة بجامعة الشادلي بن جديد الطارف ، مداخلة بعنوان “المرأة الجزائرية بين التحديات والإنجازات”، سلطت فيها الضوء على الإنجازات التي حققتها المرأة الجزائرية في مجالات التعليم والعمل ، كما ناقشت التحديات التي لا تزال تواجهها ، خاصة في المناطق الريفية. من جانبها ، قدمت الأستاذة حسناء شلوفي ، عضو جمعية علماء المسلمين ، مداخلة بعنوان “المرأة في الإسلام : بين الحقوق والواجبات”، حيث تناولت مكانة المرأة في الإسلام وكيف كفلت الشريعة الإسلامية حقوقها ، داعية إلى ضرورة فهم صحيح للنصوص الدينية التي تدعم تمكين المرأة . لم تخلُ الجلسة من لمسة إبداعية ، حيث ألقت الشاعرة سامية بن عسو مقتطفات من القصائد الشعرية التي عبرت من خلالها عن مشاعر المرأة الجزائرية ، بين الألم والأمل ، بين النضال والانتصار . كانت كلماتها تعبيرًا صادقًا عن تجارب النساء الجزائريات ، مما أضفى على الجلسة بعدًا عاطفيًا وإنسانيًا . في ختام الجلسة ، تم توقيع اتفاقيات بين الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات – مكتب الطارف ، وغرفة الفلاحة لولاية الطارف ، ومديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الطارف .تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التعاون بين هذه المؤسسات لدعم المرأة في المجالات الزراعية والاجتماعية ، وتوفير فرص عمل وبرامج تدريبية لتمكينها اقتصاديًّا واجتماعيًّة كانت هذه الجلسة الأدبية النسوية احتفاءً ليس فقط بإنجازات المرأة الجزائرية ، ولكن أيضًا بتطلعاتها المستقبلية . من خلال الجمع بين الأدب والفكر والعمل ، أثبتت ولاية الطارف أن تمكين المرأة ليس مجرد شعار ، بل هو واقع يعيشه المجتمع الجزائري يوميًّا . في اليوم العالمي للمرأة ، نذكر أنفسنا بأن النضال من أجل المساواة والعدالة لا يزال مستمرًا ، وأن المرأة الجزائرية ستظل دائمًا في قلب هذا النضال .
كمال علي عبادة