
تحت شعار “الحالة المدنية في الجزائر بين منظور القانون والشريعة”، انطلقت صباح اليوم الخميس 06 فيفري 2025 ، فعاليات اليوم الدراسي الذي نظمه المركز الثقافي الإسلامي بالتعاون مع ولاية الطارف، وذلك بقاعة المحاضرات التابعة للمركز الثقافي الإسلامي لولاية الطارف. وقد أشرف على افتتاح الفعاليات السيد الأمين العام للولاية، ممثلاً للسيد محمد مزيان والي ولاية الطارف، بحضور نخبة من المسؤولين والمختصين، منهم السيد أحمد يسعد المدير العام للمركز الثقافي الإسلامي، والسيد نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، والسيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف. شهد اليوم الدراسي مشاركة واسعة من قبل ممثلي الجهات القضائية والأمنية، بالإضافة إلى الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين، ومدراء الجهاز التنفيذي، وإطارات الإدارة المركزية للمركز الثقافي الإسلامي بالجزائر، إلى جانب عدد من مدراء المراكز الثقافية الإسلامية وممثلي المجتمع المدني. هذا الحضور النوعي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الجهات المعنية لموضوع الحالة المدنية، والذي يعد أحد الركائز الأساسية لبناء الدولة الحديثة في ظل التحديات المعاصرة. تميز اليوم الدراسي بمداخلات علمية غنية ومتنوعة ، سلطت الضوء على جوانب مختلفة من موضوع الحالة المدنية في الجزائر ، حيث قدم الأستاذ صالح حميدات مداخلة بعنوان “الركائز الأساسية لبناء هرم الحالة المدنية في الجزائر”، تناول فيها الأسس التي تقوم عليها الحالة المدنية وأهميتها في ترسيخ الهوية الوطنية. من جانبها، قدمت الدكتورة كريمة أمزيان مداخلة بعنوان “التكييف القانوني لوثائق الحالة المدنية في التشريع الجزائري، الإطار التنظيمي والمسارات الإجرائية ، حيث ناقشت الإجراءات القانونية التي تنظم الحالة المدنية في الجزائر والتحديات التي تواجهها. كما قدم الدكتور مدار توفيق مداخلة بعنوان “الأحوال الشخصية بين قانون الأسرة وقانون الحالة المدنية في الجزائر”، والتي ركزت على العلاقة بين التشريعات المتعلقة بالأسرة وتلك المتعلقة بالحالة المدنية، وكيفية التوفيق بينهما. أما الأستاذ والشيخ ربيع بوخاتم، فقد قدم مداخلة بعنوان “الحالة المدنية في التشريع الإسلامي”، حيث استعرض الرؤية الإسلامية للحالة المدنية وكيفية توافقها مع التشريعات الحديثة . تميز اليوم الدراسي بطرح نقاشات عميقة حول كيفية التوفيق بين المنظور القانوني والمنظور الشرعي للحالة المدنية، حيث أكد المشاركون على أهمية احترام الثوابت الدينية والهوية الوطنية في صياغة التشريعات المدنية، مع مراعاة متطلبات العصر والتحديات المعاصرة، كما تضمن من جهة اخرى تم امضاء اتفاقية بين المركز الثقافي الاسلامي و دار الثقافة للعمل سويا في المجال الثقافي و تبادل الخبرات . اختتم اليوم الدراسي بتكريم الهيئة المشرفة والتنظيمية للفعاليات، بالإضافة إلى الأساتذة المحاضرين الذين ساهموا بإثراء النقاش بمداخلاتهم القيمة. وقد عبر المشاركون عن أملهم في أن تكون مثل هذه الفعاليات خطوة نحو تعزيز الحوار بين مختلف الجهات المعنية، وصولاً إلى صياغة رؤية متكاملة للحالة المدنية في الجزائر، تحترم الثوابت الدينية وتستجيب لمتطلبات العصر. اليوم الدراسي حول الحالة المدنية في الجزائر بين منظور القانون والشريعة كان فرصة لتعزيز الحوار بين مختلف الفاعلين في المجتمع، وإبراز أهمية التكامل بين التشريعات المدنية والأحكام الشرعية. مثل هذه الفعاليات تسهم في بناء دولة حديثة تحافظ على هويتها وتستجيب لتحديات العصر، وهو ما يعكس التوجه العام للجزائر نحو تعزيز دولة القانون والمؤسسات في إطار احترام الثوابت الوطنية والدينية.
كمال علي عبادة