رأي حرهام

حاملوا شهادة الدكتوراه و الماجستير يعانون من شبح البطالة.

عادت قضية التوظيف المباشر لحملة الماجستير والدكتوراه لتطفو على السطح من جديد، وسط مطالب بإيجاد حل عاجل لقضية ما يسميها البعض “الدكاترة البطالون” وتمكينهم من التوظيف المباشرففي الوقت الذي كان ينتظر فيه هؤلاء النخبة الفصل في مصير توظيفهم، وجدوا أنفسهم أمام مواد قانونية لم يتمّ الالتزام بالرغم من أن القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية حدّد أنماط الالتحاق بالوظائف العمومية، ورد من بينها التوظيف المباشر للمترشحين الذي تابعوا تكوينا متخصصا منصوصا عليه في القوانين الأساسية لدى مؤسسات التكوين المؤهلة، وكما نصت المادة 34من القانون الأساسي الخاص بالأستاذ الباحث التي تؤكد على أهلية حاملي شهادة الدكتوراه بأن يوظفوا في رتبة أستاذ مساعد قسم “ب” على أساس شهادتهم بمقرر من مدير المؤسسة دون الحاجة لأي استعدادات خاصة ودون اشتراط امتلاك مهارات نوعية أو الحصول على تكوين تعليمي وبيداغوجي مكمّل بها ولكن الواقع غير ذلك فإلى متى هذا التجاهل لنخبة المجتمع؟
النخبة التي كرّست حياتها وأفنت شبابها من أجل البحث العلمي والتطلع إلى الآفاق المستقبلية التي يبشر بها تكوين الماجستير والدكتوراه، اصطدمت بواقع سياسة الوزارة الوصية التي اغتالت كل أحلام هذه النخبة الحاملة لأعلى شهادة تمنحها الدولة الجزائرية، والتي ألقت بها في وحل البطالة ثم أدارت لها الظهر تهميشا وإذلالا.
وفي الوقت الذي يتم حرمان وإقصاء النخبة الحاملة لشهادتي الدكتوراه والماجستير المؤهلة لوظيفة الأستاذ الباحث، تعاني أغلبية الجامعات الوطنية نقصا رهيبا فيما يتعلق بالأساتذة الباحثين والمؤطّرين، مما أدّى إلى تدهور وتراجع مستوى التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا. ترى من سيعول عليهم وهم من يعتبرون الإطارات التي تخدم مؤسسات الدولة، منحتهم الدولة الجزائرية شهادات أنفقت عليها أموالا طائلة في سبيل الاستفادة من خبرتهم في مجال التعليم العالي لكنهم اليوم وللأسف الشديد يعانون البطالة.
يتساءل طلبة الدكتوراه، كيف للمسابقات الوطنية الرامية إلى انتقاء الكفاءات في كل القطاعات على غرار خريجي المدارس العليا للأساتذة يكون مصير الناجحين فيها بعد استكمال شروط التكوين التوظيف المباشر في مجال تخصصهم فور تخرجهم، إلا في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، فرغم نجاح المعنيين في مسابقات الدكتوراه وبعد عناء البحث لسنوات طويلة فهم يحالون على البطالة في وضعية إنسانية لا تليق بالجزائر وهو ما ينعكس حتما على عطائهم وعلى البحث العلمي.
فما هي الأسباب التي جعلت أعدادا هائلة من الحاصلين على شهادة دكتوراه بطالين؟ وأين يكمن الخلل بالضبط؟ هل في منظومتنا التكوينية الجامعية أم في المحيط الخارجي الذي يفتقد إلى وتيرة متسارعة في استحداث وظائف جديد للجامعيين من ذوي الشهادات العليا أم ماذا؟ وما المطلوب من السلطات والوزارات المعنية لتجاوز هذا المشكل؟
حيث ناشد حاملوا شهادة الدكتوراه و الماجستير البطالين السلطات العليا في البلاد لتبني التكفل الشخصي بهذه القضية، قضية حملة الدكتوراه وحقّهم في التوظيف المباشر وفي الحياة الكريمة و تفعيل المادة ال 66 من الدستور الجزائري الذي ينص على أن العمل حق وواجب أعطونا حقنا في العمل لكي نصنع واجبنا تجاه الوطن.
لأن ما يعانيه حاملو أعلى الشهادات لا يمكن وصفه بكلمات معدودات فسؤال مجتمعنا عن وضعيتهم المهنية بعد مسار علمي طويل، يضعهم ا بين مطرقة توصيف وضعهم البائس وسندان التذكير بما تم أو يتم إنجازه سياسيا، أمام أولئك الذين ديدنهم التشكيك، إما الجحود في أنفسهم أو لأن ذاكرتهم ضعيفة.
وصرحوا أيضا  سيدي الرئيس أنتم الأعلم منا أن بقاء الحال على ما هو عليه تراه يمكن أن يكون سبيلا سهلا لهز الثقة بين الحاكم والمحكوم في الأوساط الشعبية. وإن المتصفح لتاريخ الأمم والحضارات سيكتشف بسهولة علاقة نبضة العلوم بالتقدم والريادة والسيادة. وأمام هذا القانون الحضاري والتاريخي، كيف لنا أن نقنع أجيال اليوم، من أطفالنا وشبابنا، بالجد في طلب العلم، وهم جزء من مجتمع تجد فيه الدكتور نادلا في مطعم أو مقهى، أو عاملا بأجريومي في ورشة بناء أو ماكنة بالبيت ؟ وحاشى أن ندعي بأنها ليست محنا شريفة، وبيننا من والداه ممن اشتغل أويشتغل في مثل هذه المهن أو الحرف.
إنّ حملة الدكتوراه هم عصارة هذا المجتمع، وحريّ بالدولة أن تولي اهتماما خاصا بهذه الفئة، وأن تبذل في سبيلهم مختلف الإمكانيات الوطنية حتى يعملوا في أريحية وتستفيد البلاد من خبراتهم وثقافتهم.
إننا معشر حملة الدكتوراه قلقون جدا من هذا التأجيل لحلّ قضيتنا العادلة وننتظر الإنصاف والانتصار لها وما ذلك بالأمر المعجز لجزائرنا الحبيبة.
قردي شرف الدين
اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
بشار / أبواب مفتوحة حول رقمنة إدارة مسح الأراضي والحفظ العقاري جيجل/ اجتماع السلطات الولائية حول مشروع محطة تحلية مياه البحر جيجل /الاليات القانونية للتعويض عن التجارب النووية الإستعمارية محور ملتقى بجامعة جيجل الطارف/ احباط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر و توقيف 11 شخص الرابطة المحترفة الأولى/ نتائج الجولة (16) كاملة: أولاد جلال/ حجز 28800 كبسولة من المؤثرات العقلية الطارف / يوم دراسي حول تفعيل التقاضي الإلكتروني بمجلس قضاء الطارف البطولة الإفريقية للريشة الطائرة/ المنتخب الوطني يبلغ النهائي.. قسنطينة / ترحيل 48 عائلة من قاطني السكن الهش إلى التوسعة الغربية بالمدينة الجديدة علي منجلي وزير الاتصال الدكتور محمد مزيان يلقي محاضرة بعنوان : " الاعلام التنموي أداة مساعدة لإنجاح التنمية بك... طواف الجزائر الدولي للدراجات 2025/ الدراج حمزة ياسين يتوج بالمرحلة الثانية.. الطارف/ تأسيس جمعية ولائية جديدة للبحارة ، خطوة نحو تحسين أوضاع مهنيي الصيد البحري وتربية المائيات المنظمة الوطنية للصحافيين الجزائريين تنصب لجنة الصحافة المكتوبة طواف الجزائر الدولي لدراجات 2025/ حمزة ياسين يتوج بالمرحلة الأولى.. مخرجات مجلس الوزراء اليوم