رمضان فرصة عظيمة لتجديد العهد مع اللَه !بقلم أ. شيتور فيروز

يسعى الإنسان السويّ جاهدا في حياته اليومية لأن يجعل علاقته بالله ألطف و أعمق ، فنراه يغالب نفسه للحفاظ على ما أمره به الله من حفظ لسانه و جوارحه ؛ فيأتي رمضان ليرفع درجاته أكثر عند الله ، و ليجاهد نفسه أكثر ” و الذين جاهدو فينا لنهدينّهم سبلنا ” ، فيطبق شريعة الله في نفسه من صوم شهر كامل على شهوات النفس و متطلباتها ، فيعلم حينها يقينا أن موضعه عند الله يختاره بنفسه و عمله و مدى إلتزامه و إنضباطه مع الله ” إن أحسنتم فقد أحسنتم لأنفسكم..” صدق الله العظيم الكونُ بني على نظام و نظام الله مع خلقه أن يسارعو إليه بما إستطاعو كلّ و مدى جهاده مع نفسه فذكر الله يقينًا عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه قال: إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ” ، فالله أرحم بنا من والدينا و أمهاتنا ، رحمته شملت كل شيء ، فأغدق علينا نعمه ظاهرةً و باطنه ، و كسى عباده الصالحين من نعيمِ رضاه على وجوههم و قلوبهم و بواطنهم ، فكان أعظم نعمه عليهم أن رضي على صنيعهم و باركه من فوق سبع سماوات . اللهُ يفرح بنا و بإقبالنا عليه و يسعد ، فلا نُعدمُ الخيرَ من ربِّ يفرح لتوبة عبده فيرضى و يُرضيه ، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ” لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم براحلته التي عليها طعامه وشرابه فأضلها في أرض فلاة، فاضطجع قد أيس منها، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة على رأسه فلما رآها أخذ بخطامها وقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح” ؛ رحمةُ الله لا يحدُّها شيء و لا يثنيها على أن تغمر حياتنا فرحا و سعادة أي حائل ، إرادته نافذة و رحمته سبقت غضبه. أنزل اللهُ رحماته غيثا على قلوب المتعبين فأكرمهم و أحسن عليهم و أجاد سبحانه ” فقد جاء في حديث أبي هريرة حيث قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه. فنذكّرُ أنفسنا و إيَّاكم أن الله هو الأمان و الملجا كلَّ حين و أنه سبحانه إذا رضيَ أعطى و أدهَش.
بقلم أ. شيتور فيروز