رأي حرهام

مواجهة التشاؤم السياسي: استعادة الأمل وتحقيق التغيير. بقلم الأستاذ لزرق بلجيلالي‎

عاشت الجزائر، كغيرها من الدول العربية والإفريقية والأوروبية ، فترة من التحديات السياسية والاقتصادية الكبيرة التي أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين وفتحت أبواب الفرص أمام أبواق الفتن لتغييب الرأي العام واستخدام الصمت السياسي لدى البعض كوسيلة للضغط وفرض تحليلاتهم اللامنطقية متناسين بذلك أن تاريخ الجزائر ومعادلة سياستها المعقدة أعطت حصانة فكرية لدى الشعب الجزائري ووعي سياسي اكتمل في الآونة الأخيرة وتجسد في ماهية الحراك المبارك وشكله ونتائجه و التي أبرز من خلاله الإرادة القوية والثابتة للنهوض بالبلاد نحو مستقبل أفضل.
في زمن يتسم بالتحولات السريعة والتحديات المتعددة، يظهر التشاؤم السياسي كظاهرة لها تأثير عميق على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، إذ تتراوح أسباب التشاؤم السياسي من التدهور الاقتصادي إلى الفشل السياسي، مما يؤثر على الثقة بالحكومات والمؤسسات السياسية وهذا ما لمسناه مع زمن العصابة وما أرادته أبواق الفتن أن يستمر.
محاربة التشاؤم السياسي يتطلب جهدا مشتركا ومنظما من قبل جميع أفراد المجتمع، لدحض أبواق الفتنة الذين يحاولون زرع التشاؤم والفوضى لتحقيق أجندتهم الخاصة، في مواجهة هذا النوع من الإشكاليات اقترحنا بعض الوسائل لمحاربة التشاؤم السياسي الخلاق والحفاظ على الاستقرار والسلم الاجتماعي:
تعزيز الوعي السياسي: لطالما نادينا في عدة مقالات بضرورة نشر الوعي السياسي من خلال توفير المعلومات الدقيقة والموثوقة حول الأحداث السياسية والمستجدات، يمكن تمكين الناس من فهم الوضع بشكل أفضل وتجنب الانجرار وراء الشائعات المضللة.
تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم: تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، وهذا ما لمسناه كبادرة أولية في الجزائر الجديدة من خلال اللقاءات التي أقرها السيد الرئيس عبد المجيد تبون مع رؤساء الأحزاب تجسد ميدانيا في تنظيم فعاليات وندوات ومنتديات لتبادل الآراء بشكل موضوعي ومثمر حقق بها الشراكة السياسية في بناء دولة القانون.
تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد: بفضل السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، والتي تم تصنيفها ضمن المؤسسات الرقابية عام 2020 شاهدنا من خلالها عدة إجراءات فعالة عززت الشفافية وكبحت جماح الفساد داخل المؤسسات العامة والخاصة، وساهت بذلك في استعادة ثقة الشعب بمؤسساته الحكومية.
تشجيع المشاركة المدنية: وهنا مربط الفرس والذي يعول عليه الرئيس عبد المجيد تبون من خلال تشجيع وتمكين المجتمع المدني للمشاركة في الحياة السياسية واتخاذ دور فعال في صنع القرارات، سواء من خلال الانتخابات أو المشاركة في الحوارات والمناقشات العامة.
تعزيز الثقافة الإيجابية: من خلال الدور الاحترافي الذي تؤديه وسائل الإعلام والشخصيات العامة المؤثرة في العمل على نشر الحقائق والتحليلات الدقيقة التي تعزز الثقافة الإيجابية والأمل في المستقبل، وتدفع الشعب على تحقيق الإصلاحات والتغيير المنشود بشكل فعال.
من المهم أن نفهم أن التشاؤم السياسي الخلاق ليس نقطة قوة ووسيلة ضغط ، بل هو ورقة للتحديات والفرص الجديدة، إذا تمكنا من تحويل هذا التشاؤم الخلاق إلى حافز للعمل نحو التغيير الإيجابي.
اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
اولاد جلال / وادي جدي يجرف مركبتين بمنطقة الوهاس قسنطينة / دورة كروية لقدماء اللاعبين الجزائريين بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي 1945 الشرق اليوم تعزي السيد كمال سيدي السعيد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالاتصال في وفاة والده رسالة رئيس الجمهوريّة، السيد عبد المجيد تبون بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذّاكرة المُخلّد للذّكرى (8... الطارف/ احباط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر و توقيف 16 شخص Ooredoo الراعي الرسمي والشريك التكنولوجي لنادي مولودية الجزائر لماذا يستهدفون التنوع العرقي في الجزائر ؟ بقلم محمد بن كموخ وزير الاتصال يؤكد أن الجزائر تتقدم ب 13 مركزا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025 وزير الاتصال : "الممارسة الحرة لنشاط الاعلام تضمنه التشريعات الوطنية" شرطة العاصمة تطيح بشبكة إجرامية مختصة في تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية الطارف/ ضبط 81 الف وحدة من بضاعة أجنبية المنشأ متأتية عن طريق التهريب الاغواط/ لقاء تحسيسي إعلامي لشركة سوناطراك حاسي الرمل بيان مشترك لزيارة الدولة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى الجزائر بشار / كاكوبات يطلق خدمة الوكالة الافتراضية بتقنية الذكاء الاصطناعي. قسنطينة / SRLCO تكشف ورشة سرية لصناعة مواد ومستحضرات التجميل و النظافة