
هاهي الأشهر و السنوات تمر و يبقى 23 أوت من كل سنة يوم مؤلم على قلوبنا أين تلقينا نبا وفاة الزميلة الراحلة ( نجاة فنوش ) رئيسة مكتب وكالة الإنباء الجزائرية بالطارف و التي لفظت أنفاسها الأخيرة بمستشفى البسباس بعد إصابتها بفيروس كورونا عن عمر ناهز 54 سنة رحلت في صمت و بسرعة و في عز شبابها كأنها تتوق إلى الجنة غابت صورتها و غاب اسمها عند بعض البشر إلا أن الذاكرة لا تزال تشهد بمواقفها الجميلة تجاه الجميع
بينما كنت انتظر و أترقب خبر شفاؤك صدمت و فوجعت بخبر وفاتك الذي حبس الأنفاس تلته دموع غزيرة و صراخ اختنقت معه نبضات القلب كأنما رحلت روح من جسدي و غصة في حنجرتي تابئ الخروج اليكي يا من كنني الصديقة و الأخت و الأم سندي في هذه الحياة أنتي من كنني حريصة على علاجي و شفائي و الوحيدة من تحملت حالاتي الهسترية بكل ألامها و أوجاعها كنني لا تنامي حتى تطمئنني و تتأكدي إنني اخدت دوائي و لم تتخلي عني حتى أخر انفاسكي كما وعدتني فكيف أنساكي أخرها تلك النبرات التي كانت تنطق أمام صعوبة التنفس و هي توصيني بالحفاظ على صحتي و مواصلة العلاج و تحفيزي على مواصلة الدرب لم أكن اعلم أن ذلك الصوت الخافت و الحزين و تلك الكلمات المتقطعة كانت عبارة عن وصية وداع مازال صوتكي يراود مسامعي و طيفيك أمام ناظري و مازلت اشعر كأني في حلم على أمل عودتك إلا أن الواقع المرير حال دون ذلك و ها هو اليوم قلمي يرثيكي في هذه الذكرى السنوية الثانية
اليكي يا من أوجعني رحليك و الذي علمني آن لا احد سيظل يذكرني سوى عائلتي و أهلي فرحيلك من حياتي بمثابة الأوجاع القابعة في أعماق قلبي و لم أتجاوزها بعدما كنني لي المتكأ و الملجأ بعد الله أنتي من شاركتني أفراحي و أوجاعي و الأمي في الوقت الذي تخلى عنى الجميع حتى اقرب الناس فكيف أنساكي رحلتي إلى السماء و ابتعدت بيني و بينك المسافات لكني كلما اشتقت الكي هزني الحنين إلى قبرك باكية و قد سمعت أن البكاء يتعب الميت سامحيني فما بكيت إلا بكاء شوق لا بكاء اعتراض على قضاء الله و قدره رحلت تلك الروح المضيئة صاحبة القلب الكبير المتسامحة رحلت و لم تثبت طويلا في حياتي رحم الله ضحكة لا تنسى و بسمة لا تغيب عن البال الأخت التي لم تنجبها أمي تعبت من التظاهر بأنني بخير من دونها ففي العين دمعة و في القلب الم و في اللسان دعاء لا ينقطع اللهم ما ارحم طيبة قلبها و اجعل أعمالها مؤنسة و المسك ترابها و الحرير فراشها و اربط على قلبي حين أتذكرها و زدني ثبات حين اشتاق إليها ففقدانها جرح لا يبرى و أمام هذه الذكرى التي تتصادف مع الشهر الحالي يقف طاقم جريدة الشرق اليوم و على رئسيها السيد المدير محمد بن كموخ وقفة تقدير و احترام امام روحها الطاهرة
وردا على كل الأبواق اتركوها ترقد بسلام فضلا و ليس أمر ‘ ربي يرحمك نجاة )