نظمت الجمعية الدينية لمسجد عمر ابن الخطاب بحي الثنية بلدية غرداية بالتنسيق مع المجلس العلمي للشؤون الدينية و الأوقاف لغرداية ندوة علمية موسومة بقضايا التفكك الأسري و آليات الحد منها ، تخص دراسات شرعية تأصيلية لفقه الأسرة و مقاصد الزواج و كذا الأحكام الفقهية المتعلقة بتبعات انحلال الرابطة الزوجية سواء بالطلاق أو الخلع أو حتى التطليق كما شملت الندوة دراسات في قانون الأسرة و الأحكام القانونية المتوفرة للحد من انفكاك الرابطة الزوجية و دراسات و مقاربات سوسيودينية في علم الاجتماع و أبحاث في علم النفس كمقاربات للحد من انفكاك الروابط الزوجية مع إبراز دور المؤسسات المسجدية و اللجان الدينية و الجمعيات المدنية و وسائل الإعلام للحد من التفكك الأسري .
هذه الندوة التي شهدت حضور معتبرا لعدد من الدكاترة في الاختصاصات المطلوبة و محامين و أئمة و مشائخ و ممثلين للجمعيات الدينية جرت وسط نقاشات جد مثمرة نتيجة المستوى الراقي للمتدخلين بالدليل و النصوص القرآنية و القانونية ، كما تبرز الإحصائيات الرسمية في الجزائر تناميا رهيبا في قضايا التفكك الأسري و ذيوع حالات الخلع و الطلاق مما خلف آثارا و أضرارا وخيمة لا حصر لها كاختلال القيم المجتمعية التي يعرفها وطننا الحبيب ، و تزعزع التحصيل العلمي للأولاد الذين يعتبرون ضحايا هذه القضايا علاوة على المخدرات و الآفات الاجتماعية التي تواجههم في الوقت الذي يطمح فيه أن يكونوا عمدة المستقبل لذا وجب أن تصان خلية و نواة الأسرة من كل خطر محدق أو ضرر وشيك ، فبصونها يصان المجتمع و الوطن و الأمة .
و في تصريح للدكتور بن قومار لخضر للشرق اليوم أكد أن الشاهد لجلسات المحاكم و المجالس ليفجع بالأعداد الهائلة من الأسر التي تنهار تباعا و لأتفه الأسباب ، مما يستدعي التجند لهذه الظواهر المرعبة و هذا بنشر القيم الدينية و إرساء ثقافة أسرية صحيحة في المقبلين على الزواج و حتى المتزوجين الذين يتملصون من مسؤولياتهم ، و في تصريح للدكتور شرع عبد الرزاق و إيمانا منه بالمسؤولية الملقة على عاتق إدارة المساجد و شعورا بفعالية الدور الايجابي الذي يفرض أن تتحلى به النخبة المثقفة في مساجدنا من مختلف التخصصات تولدت فكرة الندوة العلمية للبحث بشكل معمق في مسبباتها و طرق علاجها مع الدعوة إلى دورية مثل هاته الندوات للصالح العام خاصة و أنها تعالج قضية جد أساسية تخص النواة الأولى للمجتمع .