تشهد بعض الحقول ببلديات جنوب ولاية تبسة موجة من الهجوم الغير مسلح تشنه فئران الحقول على المحاصيل الزراعية وعلى كل ما هو أخضر بهذه البلديات ، والتى يعيش سكانها حالة استنفار قصوى ، كما ان هذا الحيوان يأكل كل ما هو أخضر ويغزو البيوت أحيانا . فهل سنشهد انتشار أمراض وبائيّة خطيرة تصيب قطعان الغنم والماعز وتنتقل إلى الإنسان؟ إذا بقي الوضع على حاله واكتفت المصالح الفلاحية بمبادرات استباقية ، لوضع حد لهذا الغزو الغير مسبوق ، والحد من انتشارها بشكل اوسع داخل الحقول الاخرى : كما عمدت المصالح المعنية تنظيم حملة واسعة وجذريّة تشمل التحرّي والمكافحة في جميع الأراضي الاخرى المجاورة لهذه الحقول التى غزاتها هذه الحيوانات ،كما يعرف فأر الحقل ا بإسمه اللاتيني «Microtus socialis» وهو صغير الحجم، يتراوح وزنه بين 40 و50 غرامًا ويبلغ طول جسمه مع رأسه من 9 إلى12 سم، ويتميّز بذيل قصير مغطّى بشعيرات قصيرة، وباطراف خلفيّة أطول من الأماميّة. كما يتميّز هذا الفأر عن غيره بلون شعر الظهر الذي يراوح بين الأحمر الباهت والأسود الرمادي بينما لون شعر البطن رمادي فاتح، يتغذّى فأر الحقل بما يعادل وزنه (40إلى50 غرامًا) من الجذور والبذور والثمار والأوراق وقشور الأغصان والساق في الأشجار المثمرة والحرجيّة، ويخزّن كمّية كبيرة من الغذاء في أنفاق خاصة لهذه الغاية بالقرب من جحره الأساسي. فهو يحفر أنفاقًا بقطر 5 إلى7 سم ويربطها ببعضها البعض لتنتهي بحجرة تسمّى العش، يراوح قطرها بين 10 و15 سم. وقد لوحظ وجود نوعين من الأنفاق، الأول وهو بسيط ويتألّف من 3 إلى 4 مداخل ومن حجرة تعشيش واحدة، وهو معهود في الأراضي الكثيرة الفلاحة. أمّا النوع الثاني فهو أكثر تعقيدًا ويتألّف من عدّة مداخل وعدّة غرف تعشيش، وهو معهود في الأراضي التي تقلّ فيها الفلاحة أو تنعدم. وينشط فأر الحقل في الليل والنهار، غير أنّ نشاطه يبلغ الذروة في ساعات الصباح الباكر والمساء حيث يقوم بسحب البذور والأعشاب إلى النفق ليتغذّى عليها.