
لطالما كنا نشعر بالذهول حيال الاكتشافات الجديدة و اليومية التي يلجا إليها رواد عالم النباتات و لهذا قررنا الولوج في عالم بدور الخروع الذي قد يجهل العديد حقيقتها رغم التقدم العلمي و التكنولوجي إلا أننا اكتشفنا انه يتم استخدامها في عدة حالات لدى المشعوذين ممن تعقدوا مع الشيطان لبيع الوهم و العبث بالنفوس الضعيفة ، و من خلال الجولة الميدانية التي قمنا بها صدفة لعدة محلات بمدينة عنابة و سؤلنا عن هذه البدور و التي تباع على أنها نبتة عادية دون الإدراك لمدى خطورتها حاولنا الاستفسار عنها دون الفصح عن هويتنا الحقيقية.، وسألنا عنها كونها تشبه حبات الفاصوليا قبل أن نتفجأ بالاسم المعروفة به في وسط العرافين أين تعرف (بالساكتة و المسكوتة ) ويصدقها و يلجأ إليها سوى ضعاف النّفوس الذين يبحثون عن العلاج الخطأ عند السّحرة والمشعوذين دون أدنى وعي بالأخطار المحدقة المترتبة عن ذلك، ولا بحكم الدين الذي جاء صارما في هذا المجال لقوله تعالى ” و لا يفلح الساحر حيث أتى” و لا تعطى إلا بوصفات مكتوبة و بها لائحة لجميع المستلزمات التي يؤكد المشعوذ على ضرورة جلبها لتحقيق المطلوب و المرغوب و هو الشيء الذي جعلنا نصمم على البحث عنها بعد التعويذة التي سمعناها تجعل المعني حي و هو شبه ميت، الا اننا وجدنا صعوبة في الحصول عليها كونها تباع بحذر و الحقيقة ان عملنا كان بهدف تكملة لتحقيقاتنا الميدانية سابقا بعد روبوتاج السحر و الشعوذة بين الحقيقة و الخيال ، والذي تطرقنا من خلاله إلى تسليط الضوء على حقيقة المشعوذ و ما يخفي وراءه أمام تنامي الظاهرة و غياب العقل ،و حقيقة هذا الشيطان الذي يصبح مشعوذ بعد عدة مراحل يمر بها منها انه يتوضأ أكرمكم الله بدم الحيض ، او البول او الدخول الى بيت الخلاء و هو يمشي على المصحف الكريم او قرأته للمصحف مقلوب في بيت الخلاء و عزله مدة 40يوم في غرفة حتى يتسنى له الالتحاق بالعالم الشيطاني فكيف نصدق مثل هؤلاء ؟
حيث توصف هذه النبتة كمستحضر عقاري في بعض الخلطات مع الطلاسم و التعويذات أمام جهل مدى خطورتها فكونها زيوت مستخرجة كزيت نباتي عادي إلا أن حقيقتها اخطر من ذلك بل صنفت في بعد دول العالم كمادة خطيرة محظورة الاستيراد و البيع
علاوة على أنها بدور يتم استخراج منها زيوت لطالما وصفت لتطويل الشعر و مرهم للجلد و غيرها من الفوائد إلا أن بها مادة سامة من مخلفات هذه البدور تعرّف بالريسين و هو بروتين سام يمكن تصنيعه من النفايات المتبقية من الإنتاج الصناعي لزيت الخروع. ونظرا لأنه مادة قاتلة عند التعرض لها بشتى الطرق فقد تحول إلى سلاح فتاك وقاتل، فهو يتسبب في حالة من التسمم يصعب علاجها في غياب دواء قادر على التصدي لمفعولها المميت قد يتساءل القارئ عن زيت الخروع الطبي الذي يشرب ؟. فالزيت يحضر من بذور النبات بالعصر. ولأن مادة الريسين تذوب في الماء فلا تكون لهذا السبب في الزيت الخالي تماما من الشوائب النباتية. وبعد العصر يظل سم الريسين في الثفل ليذوب منه في الماء بعد ذلك ليحضر الريسين وتجري عملية تبخير المحلول تماما بطريقة خاصة. فيبقي السم كمسحوق أبيض. وزيت الخروع يستخدم في تحضير المتفجرات وزيوت التشحيم للطائرات و غيرها لهذا فان الولايات المتحدة الأمريكية تعاقب مرتكب تصنيع الريسين الغير مشروع بالسجن المؤبد ،وهي البدور التي .
تزرع بشكل واسع في الهند والبرازيل والصين ، ويعتبر سم الريسين من السموم الشائعة إذ يمكن تحضيره والحصول على كميات ضخمة منه بسهولة لأن شجيرات الخروع تزرع في كل مكان ،ويمكن تحضير هذا السم سائل بعد تجفيفه ليصبح مسحوقا يتطاير بالهواء وهو متوفر كبودرة وكحبوب تذوب في الماء ، تم اكتشافه عام 1888م من قِبَل العالم الألماني (
Peter Hermann Stillmark
من جهتها اعتبرت السلطات ألاما نية في السنوات الأخيرة بين 2018و 2019 أن مادة الريسين شديدة السمية، بالإضافة إلى أدوات تستخدم في صنع عبوة ناسفة و من أكثر السموم القاتلة في العالم وأحد أسلحة الحرب الفتاكة، و شددوا على إلزام التجار بالإبلاغ عن تداول المواد الأولية لتصنيع السموم و توسيع قوائم التحذير، كونها لا تقتصر فقط على المواد المتفجرة، موضحين أن بذور الخروع المستخدمة في إنتاج الريسين من الممكن شراؤها بسهولة عبر الإنترنت و ضرورة خلق نظام التحذير المبكر و بتوعية التجار بذلك. مما يجب عليهم إبلاغ السلطات عندما يُطلب لديهم شراءها بكميات ملفتة للانتباه .و لطالما تم استخدامها في عدة عمليات إرهابية ،أين تم اُستخدِم الريسين كمادة سامة لاغتيال الصحفي البلغاري، جورجي ماركوف سنة ،1978
بعد طعنه بمظلة سامة في لندن، وهذا بعد تقرير الباحثون على انه تم حقن ساقه بمادة سامة هي الريسين، توفي على إثرها بعد عدة أيام فيُحتمل استخدامه أيضا كأحد الأسلحة البيولوجية، و الكيميائية حيث يمكن أن يتحول إلى رذاذ في الجو ويتم استنشاقه، وفي غضون ساعات قليلة من استنشاقه بكميات كبيرة يتعرض المستنشق إلى الأعراض المحتملة ضيق فى التنفس، والحمى، والسعال، والغثيان، وضيق في الصدر، ومياه على الرئة، وهذا من شأنه أن يجعل التنفس أكثر صعوبة، وقد يتحول الجلد للزرقة، وأخيرًا انخفاض ضغط الدم، وفشل في الجهاز التنفسي، مما يؤدي كل ذلك إلى الوفاة. ،فما بالك عندما يوصف و يتم ابتلاعه سواء من خلال طعام مسموم أو مصادر مياه ملوثة به أو محقونة به ،. ولو تناوله الشخص عن طريق الفم فيسبب غثيان وقيء ونزيفا بالمعدة والأمعاء ويتبع هذا فشل كبدي وكلوي وطحالي يفضي للموت بسبب هبوط في الدورة الدموية.ولو حقن فإنه بسرعة يدمر العضلات والعقد الليمفاوية. ويعقب الحقن هبوط في الأعضاء الكبري بالجسم عادة كالقلب والبنكرياس،وأقل طرق هي تلك التي تكون عن طريق الجلد حيث يتأخر تأثيره ساعات أكثر من بقية الطرق فيكون بذلك مفعوله بطيء وأقل سمية نظرا للوقت المستغرق للولوج داخل الجسم وخاصة داخل الدم و هو ما يجعل هذه المادة من السموم البالغة الخطورة لمدى سرعة انتشارها في الجسم وتأثيرها الشديد على جهاز المناعة؛ فالإنسان الذي يتعرض للريسين قد يموت في فترة تتراوح بين 36 إلى 72 ساعة ويعتمد ذلك على طريقة وصوله للجسم،لا ننكر انه تم استخدمه مخبريا كدواء وكمادة يضاف لبعض العقاقير للقضاء على الخلايا السرطانية عند المصابين بمرض السرطان، و عدة تجارب التي أكدت انه قد يصبح علاج في حالات زراعة النخاع العظمي لكنه أضحى سلاحا يستعمل اليوم لا للعلاج فقط بل للقتل ولاغتيال الأشخاص منذ الأزل
وازدادت المخاوف من أن يستعمل في تنفيذ جرائم قتل جماعية إذا ما حولنا تحليله بدقة و هو الأمر الذي جعلنا نحاول توعية الجميع من مخاطر هذه البدور التي قد تتحول إلى نقمة نحن في غناء عنها أمام جهل خلفياتها خاصة عندما تصبح بين أيادي ضعاف النفوس و تقوى بها عزيمتهم ،دون تخويف و خلق البلبلة عسى أن يتم أخد الموضوع بجدية و تعين لجنة من الخبراء لإعادة النظر لمنع النباتات و العقاقير شديدة السمية وتحديد قواعد لتداول لهذه المواد و بطرها من الأسواق حتى لا نساهم في زهق الأرواح عبثا ( و من الجهل ما قتل ) كما يمكن للمتحصل عليها زراعتها بشكل عادي حتى فالجزائر، .