رأي حر
نقطة ..و ارجع للسطر بقلم محمد بن كموخ مقال اليوم “غالقينها..زنقة..زنقة”
لا يخالفني الرأي احد في انه وجد صعوبة في العبور و المرور بين الأزقة و الشوارع في مختلف مدننا لا لسبب الا لان سكاننا الأفاضل أقدموا على غلق كل المنافذ زنقة زنقة و حولوها الى بساتين أحاطوها بالسياجات و بنوها بالطوب و إياك ان تمر بجانبها باعتبارها ملكا خاصا مما يعد تطاولا قانونيا على التصاميم العمرانية و المراسيم العقارية و اعتداء فاضحا على حرية السير و التنقل لكافة المواطنين و لم يجد مرسوم إنشاء الشرطة العمرانية نفعا و لا الدعاوى العمومية المرفوعة ضد المعتدين أمام القضاء و لا الغرامات المتتالية بل هناك حرب على كل المسالك العمومية و الجيوب العمرانية.و اذكر أنني وجحدت صعوبة كبيرة في المرور الى هدفي في إحدى أحياء مدينة عنابة و اضطررت ان اقطع مسافة طويلة جدا بحكم انعدام أي زنقة أمر منها بين العمارات و المساكن الفردية يحدث هذا في كل منطقة من مدننا و أمام الملا و الظاهرة امتدت حتى الى المؤسسات العمومية و إدارات الدولة ..
الغريب في الأمر ان المعتدين لم يكتفوا فقط بإقامة بساتين أو أحزمة خضراء لعلها مفيدة لاستنشاق الأوكسجين و تجميل المحيط بل ذهبوا الى بناء مستودعات و حولها البعض الى مقاهي و محلات تجارية و مآرب للحرف تملكا أو إيجارا و الأغرب من كل هذا إقدام البعض على بناء أسقف و أعمدة إسمنتية بعمارات الاوبيجي و هناك من استولى على أملاك تابعة للدولة مدارس تربوية و مساجد و حدائق عامة يحدث هذا أمام الملا دون ان يحرك احد ساكنا بل هناك حتى من قام بالاعتداء على فرق أمنية منعا لقرار الهدم كبناءات فوضوية لا تحوز على تراخيص ..كان من الممكن القضاء على الظاهرة منذ بدايتها نتيجة ضالة عدد أصحابها لكن اليوم من الصعب بل أكاد اجزم من المستحيل تحقيق ذلك و إلا سنضطر إلى إبادة مدن بكاملها إلا انه من الواجب وضع حد لما هو آت بحيث يتم تطبيق القانون على كل محاولة بناء فوضوي يسد منافذ الطريق العام و حركة المواطنين فلا احد يعلو على القانون لان الظاهرة أصلا شرع فيها في الماضي أشخاص من الوزن الثقيل الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون و لا يمكن المساس بمصالحهم و امتيازاتهم حتى و لو كانت غير مشروعة و عجزت الهيئات الموكلة إليها تطبيق صرامة التشريع في الوقوف ندا لهؤلاء فاقتدى بهم البسطاء من الناس و أصبحوا يتحججون بهم و هذا في نظري منطقي و موضوعي فلا يمكن لأي سلطة ان تهدم براكة أو كشك لا يتعدى مترين و يترك بنايات أهرامات منتصبة ..بعضها حسب ما لدي من معلومات مؤكدة أنجز فوق شبكات حيوية للماء و الكهرباء و الصرف الصحي و الغاز و تحولت إلى مساكن قنابل ..المطلوب اليوم ا لبحث عن آليات و صيغ جديدة لإعادة التصاميم العمرانية في المحيطات السكنية داخل المدن و رفع الحصار عن حركة المواطنين و الحد من التلاعب و الاستهتار بحرية الآخرين حتى لا يأتي علينا يوم لا نجد كيف ندخل الى بيوتنا و تتحول الطرق السريعة إلى السكن الريفي الجماعي و الجسور إلى أماكن شعبية و تذكرت صاحبنا الذي أقام صيف العام الماضي عرسه تحت إحدى جسور مدينة عنابة بمحاذاة السكك الحديدية يرقص عليها المدعوون صدقوني هذه ليست آخر نكتة بل قصة واقعية يعرفها الجميع و بانتظار تحقيق رفع الحصار رددوا معي أغنية زنقة زنقة .