ثقافة

الشرق اليوم تحاور الشاعر صاحب “وطن لا يقبل القسمة ” محمد الصالح زوزو

 

                 – التقت الشرق اليوم، بالشاعر الجزائري زوزو محمد الصالح الذي يعتبر من الأصوات الشعرية المتميزة في الجزائر ، يكتب بصمت وبعيدا عن الأضواء منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، يكتب الشعر والدراسة الأدبية، وهو المتخرج من جامعة تخصص أدب، يعمل بقطاع التربية.

            للشاعر مجموعة شعرية طبعت سنة 2003م عنوانها * *وطن لا يقبل القسمة، والثانية عنوانها –    **فتوحات الوهم     -للعلم الشاعر ترأس لفترة فرع اتحاد الكتاب الجزائريين لولاية الطارف.

 

 

   

  س1/         زوزو محمد الصالح في اطلالة عالم الكتابة؟ الشعر ديوان العرب هذه المقولة تطرح  الان الطرح في شعرنا العربي؟ 

الشعر ديوان العرب اولا ..هي مقولة جرت على اللسان العربي رغم أن الشعر العربي لم يسجل بصدق كثيرا من الفترات الحساسة التي مرت بها الأمة العربية بعد ظهور الإسلام وقد ضعفت شعرية هذا الديوان فنيا ..لان جل شعراء تلك الفترة كانوا تحت وصاية الدين الجديد والكتاب الذي نافسهم لغويا وبز عليهم فيما كانوا ضالعين فيه لهذا الكثير من الماثر التي سجلها ديوانهم شعرا أو نثرا ذهبت أدراج الرياح ..رغم كان رسول الله وصحابته يجيزون للشعراء الموالين للدعوة الإسلامية ..حسان بن ثابت نموذجا ويرفضون شعراء معادين لها ..كان التعصب هو المعيار. الوحيد للحكم على جمال النص ..العرب قبل الاسلام كانت أمة وثنية في عمومها لكن ما يصطلح عليه ديوان العرب لم يسجل بصدق تلك الفترة وعلاقة بما سبقها واللغات المتداولة وقتها لا وجود لها في الشعر الجاهلي ما عدا تسجيل ليوميات العرب وغزواتهم وحروبهم ولم نقرأ على سبيل المثال علاقة الأديان السابقة في أفكارهم الشعرية رغم حركة التجارة التي كانت تعرفها

 

منطقة الشام واليمن. هناك مشكلة أخرى تتعلق بتصنيف هؤلاء الشعراء تاريخيا حسب ذوق كل ناقد وهوى كل باحث ومؤرخ ..جعلك تحس بظلم كبير اتجاه بعض الشعراء المتميزين فنيا وفلسفيا على سبيل المثال طرفة بن العبد ..وعليه فإن مقولة الشعر ديوان العرب هي مقولة نقدية لتاريخ الشعرية العربية وتسجيل يومياتهم البائسة والماجنة واحيانا المداهنة للتكسب وليست مقولة فنية ولا جمالية من حيث استقراء تيمة المتن الشعري

 

س2 / زوزو يكتب الشعر متى كيف اهتدى محمد الصالح الى هذا العالم؟  .

_اظنك تقصد بداياتي الشعرية بالنسبة لمتى لم اذكر جيدا الا وانا أردد ابيات المتنبي وانا ادرس في المرحلة الاكمالية ..حيث كنت اميل إلى المطالعة المكثفة في المكتبة الوحيدة ببلديتنا وأذكر أن أول كتاب شغفت بقراءته هو كتاب في النقد الادبي كان لحنا الفاخوري وايليا الحاوي ..ثم في المرحلة الثانوية عززت افكاري في الجانب الفلسفي من الفلسفة الروحية اواللاهوتية إلى الفلسفة المادية والواقعية وهكذا حدث معي بالنسبة للكتب الفكرية والاطلاع على المدارس الفنية في الرسم وكان ولوعي بالمدرسة السريالية التي اظنها أكثر عمقا من الناحية الفكرية والفلسفية …ههه بصراحة أكثر تستصعبها الدهماء من العوام لهذا انا اعشقها طبعا هذه قناعتي الشخصية …المهم كل هذا لم يرم جذوة الكتابة في صدري بقدر ما كنت ميلا للنقد حتى في حياتي الشخصية حيث كانت ومازالت ثائرا على الصور والمشاهد العادية المملة ..والروتين البشري المقرف ..فوجدتني …أقبل اقبال العاشق على قراءة الدواوين الشعرية بنهم وفضول حتى استوى الحرف وسخن الظرف فكتبت اول نص شعري ونشرته آنذاك بجريدة المساء وبعدها تورطت في اللعبة الباردة الدافئة وكان الذي كان

 

س3/تجربتك في كتابة النص الشعري تنطلق من الانا الى الراهن ام الى الاخر المثير؟   

 

_تجربتي في الكتابة الشعرية … أعتقد أن جل الكتابات الشعرية منطلقها الذات الشاعرة وليس الذات الشخصية باعتبار أن الذات الشاعرة تعطي للانا مساحة أكبر للتعبير والرؤيا الشمولية للذات المبدعة وحضور الآخر تحصيل حاصل كمعادل موضوعي للتجربة النصية أو شعرية التداخل بين الرمز ودلالته لبناء نص يلامس آلام وتجليات الاخر كطرف في معادلة ثنائية لا انفصال فيها حين تتظافر الذوات لتصنع جمال النص وتهيكل امتداد الاخر فينا لهذا فالنص ينكتب بهذا التدفق الإنساني والحيرة الوجودية طارحا ذات الأسئلة الفلسفية

 

 

القديمة (الموت وما بعده، الكينونة، الوجود، الجمال، متلازمة الخير والشر ..الخ )…وفي هذا كله يطرح الشاعر أسئلته المثيرة والداهشة بغية انتاج نص ذي قيمة فنية وابداعية

س4 / زوزو له محاولة في مجال الكتابة النقدي حدثتا عنها في ظل تراكم النظريات المعاصرة؟  

 

– اجل لا ريب أن النقد صنو الكتابة الإبداعية بما أنها انتاج انساني يعتريه في كثير من الأحيان التغير والتبديل بحكم مقياس الذوق الذي يختلف حسب المدارس النقدية القديمة منها والحديثة ..نعم مارست النقد واجدني ميالا وشغوفا بهذه التجربة التي تحتاج إلى معرفة معمقة وامتلاك حس ابداعي قبل أن يكون حسا نقديا ..فالجمال انتاج والاجمل منه تأويل وتحليل واعطاء البعد الفكري والفلسفي لهذا الانتاج الإبداعي وهذا يرعاه النقد العلمي لا النقد الانطباعي المزاجي الذي يحتكم إلى الميولات المصلحية أو العشائرية بعبارة أخرى ما يسمى بالمحاباة الذي انتشر انتشارا فضيعا في السنوات الأخيرة وبخاصة من خلال ما نطلع عليه من نصوص شعرية مترهلة فاترة غارقة في الذاتية الممجوجة أو نصوص ضعيفة لغويا وتركيبيا لا تمت للشعر بأية صلة ..وهذا الامر غذته مؤخرا مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ما نقرأه بخاصة لدى بعض الشاعرات على وجه الخصوص لكسب ودهن أو ازداء ملحوظة على سبيل المجاملة /والغواني يغرهن الثناء/ وبهذا الثناء القاصر تكتسب هذه الشاعرة أو تلك ثقة عمياء غير مبصرة لتفاهة نصها وضعفه بينما نجد نصوصا واعدة فنيا وجماليا وابداعيا لشاعرات لم تحض بالنقد والمتابعة ..هذا عموما اعود الى تجربتي النقدية اقول اني مارستها في مجال ضيق وحاولت أن أعطي للنقد متسعا ليقول أفكاره ويخلق مساحاته ويخرج من قوالبه المدرسية وحدوده الفلسفية إلى نقد تأويلي ضارب في كل اتجاهات النص جاعل منه قاعدة لإطلاق العنان في فضاءات أكثر حرية واندهاشا ومغامرة ..لكن للأسف وجدتني في أمة بلا ضوابط إنسانية مقيدة بالنقل محدودة الفكر مجروحة اللغة مقتولة بحيثيات الباطنية المجحفة …فاكتفيت بالكتابة الشعرية كمتنفس في وسط هذا الزحام المقرف

س4  –   الشعر الجزائري ابعد من الشعر العربي ام العكس في ظل تخلف التواصل التكنولوجي بينما الرواية قفزت الى الواجهة كيف ترى انت هذا؟

-علاقة الشعر الجزائري بالمستوى الشعر العربي أو ما يكتب من نصوص هنا وهناك ..ليس بمقدوري أن اعطي أحكاما نهائية بهذا الخصوص كوني لست مطلعا على كل ما يكتب مؤخرا نظرا لعدة أسباب أتحفظ عليها …المهم لا اظن أن الشعر الجزائري يختلف كثيرا عما يكتب من نظائرنا في العالم العربي كوننا كلنا نحمل الهم نفسه والتسلط ذاته فالذائقة الثقافية فرديات هنا وهناك أما عموما اعتقد أننا سنبقى رهائن العقدة المشرقية فيما يخص الكتابة وكتجربة ذاتية كنت قد حضرات إلى ملتقيات شعرية مع جيراننا في المغرب

اقول لك بصراحة أن المنظومة الشعرية عندهم أكثر عمقا جمالا من النصوص الجزائرية باعتبار منظومتهم الفنية والثقافية ومشاربهم الروحية التي استغلوها احسن استغلالا في كتاباتهم الإبداعية …اما عن الرواية التي راجت وانتشرت كتقليعة معرفية لدى البعض حتى أن بعض الشعراء تركوا الشعر كونه أقل شهرة ربما وأقل مقروئية ..ولم يعد يحتل المكانة التي كان يتمتع بها لاعتبارات كثيرة جدا لا يمكنني حصرها في هذا الحوار السريع لكن أود أن أشير إلى شيء مهم هل الشاعر كائن غير عاقل والروائي اكتمل نضجه وعقله حتى اني سمعت الكاتب المصري الكبير الدكتور طه حسين يقول مثل هذا الكلام أنه كتب الشعر في مرحلة ما ولما نضج الان تخلى عنه …أن كان الأمر يقاس بهذا المقياس وفي هذا العالم الراهن اقول له فلا حاجة لي بعقل ناثر ولا فكر سارد فانا ابن المعنى وأخو الدلالة وشقيق لحظتي ههه ولا اخفي عليك اخي رضا أن الشعر ضحية لكتاب الرواية فالرواية سلبته شاعريته وجمال لغته وقفزت بكل هذا إلى الواجهة كالعاهرة التي تتصنع بجمال غيرها لتبدو جميلة ..وهذه صفة لما يكتب من روايات في السنوات الأخيرة فهو محض شعرية سردية لا اكثر ولا اقل ..

س 5 /زوز محمد الصالح بعد محاولة تواجد من خلال ارأسه فرع ا،ت،ك الجزاىرين /الطارف كيف تقيم التجربة ،

أما عن تجربتي بوصفي رئيسا للاتحاد لفرع ولاية الطارف ..فهذه التجربة لم تكن ذات جدوى الى حد ما إذا ما قورنت بأخواتها في ولايات أخرى تتمتع بالعراقة والتمدن في سلوكيات الأفراد والجماعات التي تتقبل مثل هذه التقاليد الثقافية وتخلق لها مساحات للمتعة الإبداعية ..وهذا يعود لأسباب عديدة اذكر منها على سبيل الحصر ..طابع الولاية الفلاحي ذو العقلية المتريفة التي ترى في الفعل الثقافي فانتازيا وحفلات مناسبتيه وديكورات صورية مشهدي لساداتهم الولاة الوصاية المحفلية الموالية لكل ما هو اداري يخدم رغباتهم وامزجتهم الفلكلورية ..رغم وجود مواهب جادة وواعدة قد تغير الوجه الثقافي وتعطيه جرعة اكسجين إضافية هي اسماء استطاعت أن تؤسس لها فضاء فردي بعد أن صعب العمل الجماعي أخذ أبعادا جهوية بعقلية قبلية ..حتى أني صادفت شاعرا سألته من أنت فقال لي انا شاعر الولاية الا تعرفني ؟قلت له بلى عرفت الولاية ههه المهم كانت تجربة أقل ما يقال عنها انها كانت اصغر بكثير مما كنا نصبو اليه ونحن حالمين كالاطفال ..لكن مهما يكن منها فتبقى هذه الولاية تفتخر بثلة من الشعراء والكتاب الحقيقين أذكر منهم الأديب والكاتب ديداني أزرقي وخشانة الطاهر وسليمة عريف  وورغي وسامية بن عسو ..وتوفيق بوقرة وجبايلي حمودة  إبراهيم عثمان وغيرهم ، على اختلاف مشاربهم الإبداعية ومستوياتهم المتفاوتة الى حد كبير ..كما اني لا اقيس جمال الابداع والشعرية الجادة بالنشر والطباعة لان دور النشر أغلبها تتعامل بمنطق تجاري لهذا فهي ليست بريئة من جريمة تبيض صورة بعض الشعراء وبخاصة الشاعرات اللواتي يغرهن الثناء جريا وراء شهرة بائسة بنصوص اقل ما يقال عنها انها تعابير كتابة تحتاج إلى تصويب لغوي واملائي ناهيك عن الجوانب الفنية والجمالية التي تفتقر إليها جملة وتفصيلا في أغلب الدواوين التي صادف. ان تهجيناها ..المهم حتى النقد يخجل من تناولها بالدراسة والتحليل لهذا فلن تحفر في ذاكرة الكتاب الحقيقين الا النصوص السامية والسامقة

س6/ هل من جديد في عالم الابداع ؟

لي مجموعة من المخطوطات أعمل على نشرها ، من شعر ونص روائي قيد الكتابة .

 

 

كلمة أخيرة *

اشكر موقع الشرق اليوم على هذه الفرصة وأتمنى لها النجاح في خدمة الثقافة والاعلام

 

 

 

 

    اجرى اللقاء / رضا ديداني

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
قسنطينة / العائلات القسنطينية تحتفل بالنفقة النصفية من الشهر الفضيل قسنطينة / فتح أبواب مصالح البلدية ليلا لإستخراج الوثائق المتعلقة بملفات عدل 3 تصفيات كأس العالم/ قائمة المنتخب الوطني المستدعاة لمباراتي بوتسوانا وموزمبيق... الجلفة / حجز 66850 وحدة من الشمة و273 وحدة من السجائر مجهولة المصدر بمسعد الطارف / احتفال مهيب باليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة في المركز النفسي البيداغوجي بعين العسل جيجل/مصنع الزيوت النباتية و سحق البذور اهم زيارة وزير الصناعة للولاية قسنطينة / مؤسسة التسيير الحضري بعلي منجلي تجمع 950 طن من النفايات المنزلية منذ دخول الشهر الفضيل الطارف/ ضبط كميات من المواد الغذائية فاسدة و غير صالحة للاستهلاك البشري قسنطينة / نصائح و إرشادات طبية للصيام الصحي في شهر رمضان جيجل/ وزير الصناعة في زيارة عمل بالولاية عين تيموشنت/ إصابة شخصين في حادث انفجار حمام ببلدية العامرية كأس الجمهورية/ شباب بلوزداد (4) إتحاد الشاوية (2). ميلة / وفاة شخص في انقلاب سيارة ببلدية ترعي باينان كأس الجمهورية/ الدور الثمن النهائي: الطارف/شرطة بوحجار توقف 21 شخص على اثر عمليات مداهمة شرطية