
صدر مؤخرا كتاب عن السيرة الذاتية للمطرب الأغنية القبائلية ادير بعنوان “ايدير الازلي” من تأليف الصحافيين اعمر وعلي و سعيد كاسد بعد شهرين من رحيل الفنان الذي توفي في مايو الماضي عن عمر ناهز ال71 سنة.
إيدير واسمه الحقيقي “حميد شريط” سفير التاريخ والأغنية الأمازيغية في جميع أنحاء العالم، الذي وافاته المنية عن عمر يناهز 71 سنة، وُلد إيدير سنة 1949 بقرية أيت لحسين التابعة لولاية تيزي وزو، درس علم الجيولوجيا وكان من المفترض أن يلتحق بإحدى المؤسسات النفطية بالجزائر، إلا أنه حل عام 1973 مكان أحد المغنيين في إذاعة الجزائر لأداء أغنية للأطفال. وبعد ذلك سجّل أغنية “أبابا إنوفا” قبل ذهابه للخدمة العسكرية وقد حققت تلك الأغنية شهرة كبيرة.
والد ايدير كان أستاذ العلوم الطبيعية هو من دفعه للفن والعزف على الجيتار وعمره لم يتجاوز التاسعة من العمر، لكن في طفولته وحتى بداية شبابه لم يكن في نية إيدير التفرغ للفن، حيث كرس جل أوقاته لدراسة الجيولوجيا وتنقل سنة 1973 إلى الصحراء للعمل في مجال البترول والغاز، وهناك اكتشفه الزملاء بعد أن أدى لهم قصيدة “أفافا نوفا” التي أصبحت بعد ذلك من أشهر الأغاني، حيث سجلت في استديو القناة الأمازيغية بالجزائر العاصمة.
وفي سنة 1979 أعاد إيدير التجربة بكتابته لمجموعة من الأغاني تضمها ألبومه الثاني والذي حمل عنوان (أياراش إناغ)، الفقيد كان أقصى طموحه هو الاقتراب من الناس من خلال الحفلات، وبالفعل سعى لذلك لمدة عشر سنوات والتي كانت كافية لتحقيق مبتغاه، لكنه لم يسجل في هذه الفترة أي ألبوم لدرجة جعلت جمهوره وكشافه يفتقدون إبداعه.
وفي سنة 1993 عاد الفنان بعمل جديد أدخله عالم الاحترافية مع فرقة بلو سيلفيري عمل بإيقاعات موسيقية تتضمن آلة القيتارة، الناي، والأورق، إضافة إلى الدربوكة التي تنفرد بخصوصية عربية.
كما تمكن إيدير من تسجيل ديو مع آلان ستيفان عنوانه “اسالتين” وبهذا ضمن الفنان المغترب الوقوف على خشبة الأولمبيا الباريسية ثلاثة أيام على التوالي ليواجه العالم العربي بفن جزائري محض.
كما يعرف عن إيدير أنه من دعاة السلام، حيث يعد من بين الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية، حيث اشترك هو والشاب خالد في 22 يناير1995 في حفل حضره 6000 شخص من مختلف الجنسيات، كما شارك إيدير في حفل تكريمي لمعطوب الوناس الذي اغتيل سنة 1998.