
قيل قديما خذوالحكمة من افواه المجانين …لكن عند الحاج بلغول الطاهر الوضع يختلف انها قصة حياة و عبرة و محطة يستوجب علينا الوقوف عندها طويلا ..
هذالمشهد لانسان مشرد بين الازقة و الحواري رغم ان له عائلة و زوجة و اولاد لكنه يفضل البقاء مشردا و يرفض الدخول الى البيت ..
التقيناه في مسقط راسه ببحيرة الطيور طلب منا سيجارة و قهوة فاعطيناه و اقتربنا منه بعد ان ساعدنا سكان المنطقة الذين يتذكرون خصال الحاج الطاهر و يشيدون بمؤهلاته و يتاثرون لقصته الغريبة التي جعلته حافيا عاريا يبيت في العراء صيفا و شتاء …
هذالرجل قد يحتقره الكثير و قد يخافه الكثير ايضا من الوهلة الاولى لكنه انسان طيب و مثقف دارت عليه الايام و حولته الى مشهد يثير الشفقة و الحسرة
هذالرجل مهندس كبير كان احد اهم اطارات شركة سونلغاز حصل على شهادة الباكالوريا عام 1981 و اكمل دراسته الجامعية بسيدي عمار ثم تقلد مناصب تقنية سامية في شركة سونلغاز بالعاصمة و كان له الفضل على الاشراف على اكبر مشروع لاكبر محطة كهرباء في افريقيا بدراوش ولاية الطارف لازال اسمه منقوشا بها لحد الان
سالناه عن قصته المبكية فقال انه مسحور او هكذا يعتقد و اما عن اثار الحروق التي على جسمه فيقول السكان انه صب الماء الساخن على جسمه معتقدا انه بارد عندما اصيب بالمرض
الحاج الطاهر قصة عبرة لكن من المؤسف ان تتخلى عنه مؤسسات الدولة و هو احد المهندسين الكبار الذين صنعوا مجد سونلغاز ليبقى مشردا مريضا ….
و سنعرض عليكم غدا تسجيلا مصورة مع الحاج الطاهر بلغول