الطارف معقل القاعدة الشرقية تتذكر أبطالها

تعتبر الطارف التي هي امتدادا للقاعدة الشرقية، رواق استلهم جيل الثورة بطولاتهم وكانت مفخرة لتضحيات الشعب الجزائري، ونحن نحتفل بعيد الثورة والشباب لهذا العام الاستثنائي بكل المقاييس، ورغم التخوف من انعكاسات انتشار مرض كورنا الا أن سكان الطارف ككل الولاية احتفلت بهذه الذكرى وفي ووقفوا دقيقة صمت، تلك الدقيقة التي تعتبر في ذاكرة كل جزائري 132 سنة من القتل والتمير والالغاء والتهميش الذي لحق بهذا الشعب الذي قدم تضحيات لا تنسى رجالا ونساء، من أجل الانعتاق.
الطارف، هذي السنة وبكل نخبتها احتفلت وهي عازمة على كتابة تاريخ أبنائها الذي ضحوا من الجزائر، ومن أبطالها البطل المناضل ط عمارة لعسكري المدعو ” عمار بوقلاز ” الذي تعتزم جهات رسمية ومن ورائها نخبة هدفها الارتقاء بكتابة التاريخ الى تسجيل ملاحم هذا البطل في فيلم وثائقي يجسد بطولاته وبطولات الشعب الجزائري من اجل كسب معركة ثورة اول نوفمبر 1954م المجيدة.
ولد هذا البطل جانفي 1925 ببلدية عصفور ، دائرة البسباس ، ولاية الطارف ، أبوه الطاهر العسكري وأمه نوه بوخاتم، عمل أبوه الطاهر بمصلحة المياه ببوقلاز بلدية بوثلجة وأصبح يلقب بالطاهر بوقلاز، ومنها انتقلت الكنية إلى ابنه عمارة، زاول عمارة العسكري تعليمه الابتدائي ببلدية بوثلجة ثم انتقل الى مدينة عنابة لإتمام مرحلة تعليم الإعدادي المتوسطة و الثانوية
انضم عمارة العسكري إلى الكلية البحرية الفرنسية وتخرج منها ضابط مختص في مدفعية السفن، وعين ضابط مدفعية على متن الباخرة الفرنسية ريشيليو وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية طلب عمارة العسكري الخروج من الجيش الفرنسي وكان له ذلك سنة 1952 .
التحق عمارة العسكري بالخلايا السرية الأولى تحت قيادة عمار بن عودة، وعند اندلاع ثورة التحرير الجزائرية شارك فيها وكان من المشاركين ل هجمات 20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني تحت قيادة زيغود يوسف ، قاد عمارة العسكري العديد من المعارك في منطق القالة كمعركة كاف الشهبة، وساهم في تأسيس القاعدة الشرقية التي كانت مستقلة عن الولايتين الأولى والثانية.
في سنة 1957 عين عمارة العسكري كعقيد في المجلس الوطني للثورة الجزائرية ، وفي أواخر سنة 1958 أرسل في مهمة الى العراق وخلفه العقيد عواشريه محمد
بعد استقلال الجزائر عين عمارة العسكري ك ملحق عسكري في سفارة الجزائر بليبيا ، وعلى إثر خلافات مع وزير الخارجية أستدعي إلى الجزائر ولم يتقلد بعدها أي مناصب سياسية. ثم انضم الى المنظمة الوطنية للمجاهدين (الجزائر) المنظمة الوطنية للمجاهدين كعضو وطني ممثلا للقاعدة الشرقية إلى غاية وفاته
في 26 أوت 1992 م