نهلة زويزي قصة طبيبة انقذت ولاية الطارف من الوباء
مديرة الصحة بالنيابة ترفع التحدي و تبرهن ان الطبيب عندما يسير القطاع يبدع

نهلة اسم يعرفه كل سكان الطارف و ازداد تعلقهم بها منذ ظهور وباء كورونا هي قصة طبيبة يشهد لها الجميع بالانضباط و الاخلاق و الصرامة و تحولت الى شعار للصحة و حسن التسيير و التدبير و استطاعت ان تبرهن على
نجاح المرأة في قطاع الصحة كمديرة عندما تضع حياة الناس كأولوية في حياتها و تقضي اكثر من 18 ساعة بين مكتبها و مؤسسات القطاع و لم تترك مصحة و لا مركز و لا مؤسسة استشفائية الا و تفقدتها و استطاعت ان توحد عمال القطاع في اسرة واحدة
نهلة التي تعلمت منذ ان كانت في الكلية بان اخلاقيات المهنة مقدسة عند الطبيب لان أرواح الناس امانة بين يديه جعلت من الشعار فعلا امام العيان
و تألق اسم هذه المرأة المكافحة مع ظهور الوباء و كنا شاهدين على كل خطواتها حيث قامت باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية عندما كان الناس يسمعون فقط عن فيروس كورونا في الصين و اسيا فوضعت فرقا على المعابر الحدودية لمراقبة المسافرين من و الى تونس و خصصت اجنحة خاصة بالكوفيد تحسبا لأي طارئ و مع دخول الوباء لم تبق الا المرأة الوحيدة المسيرة تصول و تجول بين المستشفيات و تتابع كل صغيرة و كبيرة عن تطور الوباء و تصدت له بكل شجاعة بفعل خطة عمل ناجحة مع الفرق الطبية و كل عمال القطاع و لم تلتفت الى ما يقال هنا و هناك من المراهنين على الفشل
فليس سهلا ان تقاوم انتشار الوباء في ولاية حدودية محاطة بأخطار تسرب الفيروس من الشريط الحدودي الى ولايات مجاورة لازالت تحت الحجر كعنابة و سوق هراس و مع هذا جعلت من الطارف تحتل المراتب الأخيرة في ترتيب الولايات الأكثر تسجيلا لعدد المصابين
طيلة اشهر كاملة لم تعرف هذه المرأة الطبيبة وقتا للراحة بل تزداد قوة و حماسا كلما زاد خطر الوباء و تتاثر كلما سجلت الطارف حالة إصابة بالفيروس بل و تتابع قاعات العلاج متحدية كل الاخطار و لقد رافقنا المديرة في الكثير من المحطات و أحيانا بشكل مفاجئ فلم نجدها الا مرشدا و موجها وفق خطة محكمة نجحت في التصدي الى الوباء مقارنة مع عشرات الولايات عبر الوطن
ففي الوقت الذي عزف الكثير من المسؤولين عن مكاتبهم بقت الحكيمة نهلة تسد منافذ انتشار الفيروس من كل الجهات و لم تكتف بذلك بل كانت تتابع الوضعيات المتردية لبعض المصحات لاسيما الحدودية منها و تمكنت من ترميم الكثير منها ووفرت الفرق الطبية و التجهيزات و سعت الى تغيير وجه القطاع الذي كان محل انتقاد واسع من كل الأوساط
نهلة فرضت الكثير من الاحترام على الجميع و انتزعت شعبية مستحقة و تحولت الى اسم مشرف لمهنة الطب و غيرت نظرة العامة الى القطاع و كانت تفضل العمل الخفي بعيدا عن الأضواء الا ان الحدث اجبر كاميرات التصوير ان تلتقط خطوات هذه الطبيبة التي ضحت بوقتها و حياتها الخاصة لأجل الحفاظ على أرواح الناس
فقد كانت تصد الانتقادات بالتفاني في العمل و أداء واجبها المهني بكل احترافية و ترفض أي انحراف مهني او تجاوز قانوني فهي تحتكم الى ضميرها لا غير فاستحقت احترام سكان الطارف
نهلة زويزي قصة طبيبة ناجحة و مسيرة قصيرة لمديرة ناجحة أيضا أعطت إضافة لقطاع الصحة و مثال يحتذى به في التسيير و كفاءة احترافية تستحق كل التقدير