بمناسبة ذكرى رحيل رحيل الشاعر الجزائري الكبير عثمان لوصيف
ولد الشاعر المرحوم سنة 1956 بمنطقة طولقة ولاية بسكرة
تلقى تعليمه الابتدائي، وحفظ القرآن في الكتاتيب, ثم التحق بالمعهد الإسلامي ببسكرة وترك المعهد بعد أربع سنوات, وواصل دراسته معتمدًا على نفسه, وبعد حصوله على شهادة البكالوريا التحق بمعهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة وتخرج 1984.
انخرط في سلك التعليم منذ وقت مبكر, ويعمل الآن استاذًا للأدب العربي بالمدارس الثانوية.
أحب منذ طفولته الموسيقى والرسم, وبدأ نظم الشعر في سن مبكرة. قرأ الأدب العربي قديمه وحديثه, كما قرأ الآداب العالمية.
دواوينه الشعرية: الكتابة بالنار 1982 ـ شبق الياسمين 1986 ـ أعراس الملح 1988.
حصل على الجائزة الوطنية الأولى في الشعر 1990 .
ممن كتبوا عنه إبراهيم رماني في كتابه: أوراق في النقد الأدبي 1985 , وميلود خيزار في مجلة المجاهد 1988 .
عنوانه: 4 حي الأنوار ـ طولفة ـ بسكرة 07300
مقطع من ديوان : جرس لسماوات تحت الماء
جرس أنا . . والكون كلّ الكون ليس سوى رنين
من أيّما عصر بدائي يسيل مدندنا
هذا الحنين
هي نبرة أزلية .. بالأمس رنّت في السديم عناصري
واليوم تحت الماء أرحل في الرنين مضرّجا
بضراوة التكوين والتلوين
كنت. . وقوّتي في أن أكون
جاورتُ نسغا في نبات البحر
صاهرتُ المياه وكل أجراسي
سلالات. . سلالات
ودوما كنت في هذا الزواج المستمرّ
أنا العريس. . أنا الجنين
كلّ النباتات التي اشتعلت بماء البحر
تهفو الآن بي
وعلى سريري تحتفي كلّ الأزاهر والغصون
يا قوة الأشياء يا. . يا معجزات الخلق
لا تتوقفي!
إن السنين تضجّ في رحم السنين
الماء إشراق الهوى
وإلهنا لا زال يزرع روحه في الكائنات
وروحه روحي أنا
من نفخة الرحمان أنفاسي وأجراسي
ومن صبواته هذا التحرّق والجنون
ألج الغوامض كاسرا أقفالها
متسربلا زغب الطحالب
موغلا في كل نبض
يا لواقح يا لآلئ يا بهارج يا فتون !
جرس . . بحار الكون تعرفني
ويعرفني الهواء وكلّ ما يختضّ فيه
من الغمائم والمزون
لكنني أرنو إلى ما خلف أبعاد المحيطات
التي تغشى المدى
أغزو الكواكب والسماوات العلا
أغزو الحجارة والفلا
أبني على جرس المياه ممالكي الكبرى
وأدعو العاشقين
قطبٌ. . عزيف الأرض من شفتي
ومن شفتي الندى والياسمين
عثمان لوصيف.