كيف تنشا جمعية ناجحة تؤثر في حركية المجتمع بقلم : حمده بومنصورة ..مفتش تربية وطنية

قول الله تعالى “””” اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ “””” في نشاط الجمعيات
إن التسهيلات التي أقرتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتشجيع المواطنين على إنشاء الجمعيات لتحقيق أهداف نبيلة خدمة للمجتمع ،هي مبادرة إيجابية من شأنها إتاحة الفرص للأفراد والجماعات للتعبير عن رغباتهم وتنفيذ تصوراتهم وتجسيد أفكارهم من أجل بلوغ تطلعاتهم في مجالات عديدة قد تكون روافد مدعمة لما تسعى الهيئات المشرفة على الشأن العام لتحقيقه في الواقع .
هي خطوة إيجابية في مجال ممارسة الحريات الفردية كسرت الحواجز المصطنعة التي أعاقت الإبداع وحدت من تنوع الخدمات المقدمة لصالح المجتمع ، لذا فالكرة انتقلت سريعا إلى النصف الثاني من الملعب وبإمكان مختلف الفئات والمجموعات وحتى الأفواج المصغرة والأفراد التجاوب السلس والبسيط مع الإجراءات التي شرع في اعتمادها بيد أنه يحسن بالراغبين في الانخراط في هذا المسعى الهادف معرفة الصعوبات التي تعيشها الحركة الجمعوية ، فكم من جمعية ولدت وتوفيت في نفس اليوم بسبب إحجام المؤسسين عن إتمام الوثائق ، وكم من جمعية تحصلت على الاعتماد غير أن نشاطها ظل متوفقا عند النقطة صفر ، وثالثة حاولت النشاط لكن أصابها الفتور بعد فترة وجيزة نتيجة غياب الإرادة والدعم المالي ، ورابعة تحمس بعض أعضائها للنشاط وبقي أغلب المؤسسين جالسين في المدرجات قائلين “” اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ “” دون مساهمة ميدانية تذكر ، وخامسة تحمس رئيسها وقلة من مكتبها للتضحية كي تبقى الجمعية على قيد الحياة حتى فرض عليهم الوضع تحمل تكاليف المصاريف واستحلى الباقون الانزواء مطبقين “” اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ”” وغيرها من الوضعيات .
في كل الحالات ربما المصالح الضيقة لم تتحقق ، ربما التسرع في الانخراط في مهام مجانية تطوعية دون رغبة ، ربما الطموح والمآرب المرسومة للتحقيق لم تتجسد ، ربما مقاصد الارتقاء لأهداف أخرى كانت بعيدة المنال وربما وهو الاحتمال الأكثر بروزا فقدان الميزانيات التي تسمح بالحركية والنشاطات وإنجاز برامج العمل وتلبية رغبات المنتسبين .
لكل ما أتقدم وعن تجربة أقول لمن لديه نية إنشاء جمعية مهما كان مجال نشاطها لخدمة المجتمع يحبذ محاولة الاستفادة من العوامل والشروط التالية :
ــــ الابتعاد عن الحماس الزائد والآفاق المبالغ فيها وتوخي الواقعية والتدرج .
ــــ التعهد والالتزام الكتابي والشرفي بعدم التخلي أو الانسحاب من التسيير على الأقل طيلة فترة عهدة كاملة تفاديا للاضطراب وإحداث الفراغ .
ــــ الإيمان بأهداف الجمعية والسعي لتحقيقها واعتبار ذلك عملا تطوعيا إضافيا لا يقابله أي امتياز ماعدا نيل الجزاء من الله تعالى .
ــــ عدم الانخراط في العمل الجمعوي التطوعي المجاني إن كانت هناك نوايا لتحقيق مكاسب خاصة .
ــــ الابتعاد عن خدمة القناعات السياسية ضمن العمل الجمعوي الجامع للإفادة وليس للصراعات وتفادي مناصرة المجموعات في المواعيد الانتخابية لكي لا تأخذ صفة الملحق والتابع والإمعة .
ــــ برمجة النشاطات تدريجيا حسب الإمكانات المتاحة والظروف المحيطة والابتعاد عن التصادم والصراعات والسطو على مهام ومساعي جمعيات أخرى بل يفضل التنسيق والبحث عن التكامل .
ــــ السعي للاستفادة من تجارب الجمعيات المعتمدة بهدف تحاشي الوقوع في نفس المطبات والتسلح بأساليب مواجهة العراقيل والتغلب على الصعوبات .
ــــ محاولة نشر أهداف الجمعية بالأدوات المتوفرة بالسمعة الحسنة للمشرفين عليها أولا وبالجهد الصادق والصبر والهمة والإصرار على بلوغ المنهاة .
ــــ توطيد العلاقات بالمؤسسات والهيئات المتواجدة في محيط النشاط لإيجاد الدعم والمآزرة ومد يد العون .
أخيرا العمل الجمعوي يندرج في إطار تطبيق “” وافعلوا الخير لعلكم تفلحون “” ، خير الناس أنفعهم للناس ، كن عونا للناس دوما ،
و لكي يبلغ أعضاء الجمعية المقاصد النبيلة التي رسموها لابد من العمل الجماعي بعيدا عن الاتكالية وتحميل المسؤولية لمجموعة منهم ومحاولة تطبيق “” اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ “”
حمدة بومنصورة