ظهر الناخب الوطني جمال بلماضي في ندوته الصحفية أمس، متحكما في جميع تدخلاته، ورزينا في إجاباته وردوده على كل الأسئلة، بشكل احترافي ومثير للإعجاب!
وحتى في رده على سؤال يتعلق باتهامات الشيخ رابح سعدان، تجاوز بلماضي غضبه قليلا، وإن ردّد جملة (حسبنا الله ونعم الوكيل) ليبعد عن نفسه أيّ تورط في دفع المدير الفني السابق نحو الاستقالة من منصبه وبشكل مهين!
لكن المشكلة الأساسية ليست بين سعدان وبلماضي، لكنها في العلاقة المتوترة بين سعدان وزطشي وفي الطريقة التي يُسيّر بها هذا الأخير، اتحادية كرة القدم، حيث أن سعدان ليس إلاّ الجزء الظاهر من جبل الجليد وحلقة واحدة ضمن مسلسل طويل عريض من اللامبالاة والعشوائية والارتجالية التي تحكم الفاف منذ تعيين رئيس بارادو على رأس هذه الهيئة !
وبالمناسبة فان الأمر لا يتعلق بسعدان وحده، ففي الخرجة الإعلامية الأخيرة لزطشي قال هذا الأخير ردا على اتهامات خطيرة جدا لرئيس فريق الساورة محمد زرواطي بخصوص التحكيم، إن “رؤساء الفرق لا يتحدثون عندما يستفيدون من ضربات جزاء خيالية لصالح نواديهم، لكنهم يفصحون الكل عند وقوع العكس” وهذا اعتراف مباشر وصريح من طرف رئيس الفاف بوجود رشوة وفساد في التحكيم علما أن الاعتراف هنا ليس اعتراف شخص عادي يدرك تماما ما تعيشه الكرة لكنه اعتراف رجل مسؤول يجب أن يُحاسب لماذا يرأس قطاعا فاسدا ولا يتحرك لتغيير المنكر فيه؟!
بلماضي كان محترما في رده على سعدان رغم غضبه الواضح لكن زطشي تصرّف بسوء مع شيخ المدربين ولم يحترم سنه ولا تاريخه ولا حتى مكانته لدى الجزائريين مفضلا وصفه بـ”الكاذب والخائن والغدار” رغم أنه كان بوسعه إظهار عكس ما قاله سعدان بالأدلة والتواريخ والوثائق حتى يحكم الجزائريون بين الاثنين ولا نستمع إلى شتائم وشتائم مضادة!
